التهاب البنكرياس والكحول: ما الذي حقا يربطهما؟

هو مرض معقد ومجهول من نواحي عديدة. بدأنا أخيرا بالحصول على بعض الإجابات،  ولكن الأبحاث لا تزال تمهيديًة للغاية، وهذا دليل على مدى حاجتنا إلى تعلم المزيد. حيث أصبح

واضحا وبشكل متزايد أن التهاب البنكرياس المزمن (CP) يسببه عوامل متعددة. وتختلف هذه العوامل من مريض إلى آخر وفي كيفية تفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض.

 

لمحتويات

التهاب البنكرياس والكحول: ما الذي حقا يربطهما؟

لقد أجريت أبحاثا وقمت بعلاج التهاب البنكرياس المزمن لعقود من الزمن، لذلك فأنا أعرف عن كثب كم هو مرض معقد ومجهول من نواحي عديدة. بدأنا أخيرا بالحصول على بعض الإجابات،  ولكن الأبحاث لا تزال تمهيديًة للغاية، وهذا دليل على مدى حاجتنا إلى تعلم المزيد. حيث أصبح واضحا وبشكل متزايد أن التهاب البنكرياس المزمن (CP) يسببه عوامل متعددة. وتختلف هذه العوامل من مريض إلى آخر وفي كيفية تفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض. 

التركيز على  أن التهاب البنكرياس مرتبط باستهلاك الكحول يمنع المرضى من الحصول على أفضل عناية.

كعالم، أشعر بالقلق حيال سوء الفهم المستمر لمسببات التهاب البنكرياس المزمن. و كطبيب، أني منزعج من الآثار المأساوية التي تحدث عادة لمرضى التهاب البنكرياس.

 

يؤدي التركيز على استهلاك والإدمان على الكحول إلى وصم مرضى التهاب البنكرياس ويمنعهم من الحصول على أفضل عناية. فيُنصح المرضى بـ “الإقلاع عن استهلاك الكحول” ، وهي نصيحة غير مناسبة بقدر ما هي غير لائقة أيضا. ويُتهم آباء  المرضى من الأطفال بإعطاء أطفالهم الكحول. وفي المقابل، الأشخاص الذين لا يستهلكون الكحول أو يستهلكونها بكميات قليلة  يتلقون تشخيصات غير صحيحة أو متأخرة. لأن الإعتقاد أن استهلاك الكحول مرتبط في التهاب البنكرياس ما زال عقبة في طريق تطوير علاجات فعالة.

 

ولسوء الحظ، أغلب الناس ـ بما في ذلك معظم الأطباء ـ يتشبثون بنظرة عتيقة أحادية البعد: ألا وهي أن التهاب البنكرياس يسببه استهلاك الكحول.  وهذا الاعتقاد يتعزز باستمرار من خلال وسائل الإعلام.  كما رأينا ذلك مؤخراً عندما غطى الإعلام حدث انتحار الدي جي السويدي Avicii، الذي كان يستهلك الكحول بكثافة وهو مصاب بالتهاب البنكرياس.

 

إذا كنت أحد مرضى التهاب البنكرياس، فمن المحتمل أنك تعرف كل هذا. ولقد لاحظت مع مرضاي على مر السنين: أن معاناتهم تتفاقم أكثر عندما يصابون بالإحباط الناجم عن شح العلاج.  وهذا مزيج رهيب يترك العديد من المرضى في حالة من الوهن والإحباط والاكتئاب.

 

تمنحنا الأبحاث الجديدة صورة أفضل عن مرض التهاب البنكرياس المزمن والتي تختلف عن استهلاك الكحول

لحسن الحظ ، بدأت مجموعة صغيرة من الباحثين في إيجاد الأسباب لالتهاب البنكرياس المزمن ووضعوا دور الكحول كمسبب في سياق أفضل. ولعبت التطورات في علم الوراثة دورًا كبيرًا، فيعتبر الطب الدقيق مجالًا مزدهرا للبحث -وهو مصمم بحيث يتناسب مع مجموعات معينة من الظروف الجينية والبيئية وأساليب الحياة- ، ويعد البحث التهاب البنكرياس المزمن أحد أهدافه. ولأن التهاب البنكرياس المزمن معقد للغاية ، كنا في احتياج إلى هذه التطورات للتعامل معه بشكل أفضل.

كما نجح العلم الجديد في تحويل نهجنا. لوقت طويل، ركزت الأبحاث على البنكرياس المصاب تمامًا بالتهاب البنكرياس المزمن طويل الأمد.  ولكننا الآن ننظر إلى عملية الوصول إلى تلك المرحلة من المرض.  وهذا لا يساعدنا فقط على فهم تطور التهاب البنكرياس المزمن بشكل أفضل؛ ولكنه أيضا سيساعدنا في العثور على علاجات للمراحل المبكرة من المرض.

إليك ما يخبرنا به العلم الآن عن الكحول والتهاب البنكرياس المزمن:

بشكل عام، يجب أن يكون الاستهلاك للكحول ثقيلاً جدًا لإظهار ارتباطه بالتهاب البنكرياس المزمن: فقط استهلاك الكحول المفرط جدًا -أربعة أو خمسة مشروبات يوميًا على مدى فترة طويلة (خمس سنوات)- يبدو مرتبطًا بظهور التهاب البنكرياس المزمن.حتى بين الأشخاص الذين يستهلكون هذه الكمية، فإن حوالي 3 بالمائة فقط يعانون من التهاب البنكرياس.

 

العوامل الوراثية مرتبطة بالتهاب البنكرياس المزمن الناجم عن استهلاك الكحول: ففي تلك المجموعة الصغيرة من الأشخاص الذين يستهلكون الكحول بكثرة ويصابون بالتهاب البنكرياس، يبدو أن تعديلات تورطت في جيناتهم. إن آليات التهاب البنكرياس الناجم عن استهلاك الكحول معقدة وتنطوي على اضطرابات في كل من الخلية العُنيبية والخلايا الأقنية و الخلايا الإفرازية الخارجية للبنكرياس

 

الاعتدال في استهلاك الكحول مرتبط بانخفاض معدلات التهاب البنكرياس المزمن: يتم تعريف الاعتدال في استهلاك الكحول  للنساء على أنه استهلاك أقل من مشروب كحولي واحد في اليوم، وللرجال أقل من مشروبين كحوليين في اليوم. (ولكن هناك تحذير ببالغ الأهمية: فبمجرد اصابة الشخص بالتهاب في البنكرياس، أي كمية من الكحول قد تساهم في تقدم المرض).

 

التدخين عامل أكثر خطورة من استهلاك الكحول:  فالأدلة تشير بصورة متزايدة أن التدخين أحد عوامل الخطر؛  وهو يرتبط أيضاً بتقدم وتطور المرض. ويبدو أن التبغ في الدخان يمنع المسار الوقائي في الخلايا العُنيبية.

 

لا يزال هناك المزيد من الأبحاث حول العلاقة بين استهلاك الكحول والتهاب البنكرياس التي يجب أن تتم

هذه النتائج مهمة، ولكن الموجة الجديدة من الأبحاث لا تزال في مراحلها الأولى، ومجموعة العلماء الذين يدرسون هذه القضايا لا تزال صغيرة نسبيا.

ونحن بحاجة إلى المزيد من الاهتمام بهذا المرض، والمزيد من التعاون.  ونحتاج إلى جمع وتحليل المزيد من المعلومات حول استهلاك الكحول، وعلم الوراثة، والعوامل الأخرى التي تؤثر على أعراض وتقدم وتطور التهاب البنكرياس المزمن.

ومن بين الخطوات المطلوبة:

 

  1.      تحديد الدور المحتمل للوراثة في تكوين المرض.  ويجب على المرضى تشجيع أطبائهم على إجراء الاختبارات الجينية أثناء تطوير العلاجات.
  2. تحليل مجموعة واسعة من المعلومات (بما في ذلك علم الوراثة) من مرضى التهاب البنكرياس لفهم العوامل العديدة المتضمنة في هذا المرض المعقد، والتي ستقودنا إلى العلاجات التي ربما لم يتم أخذها في عين الاعتبار من قبل.
  3. إجراء تجارب سريرية تجريبية تعتمد على الأدوية المعتمدة الفعالة التي تهاجم آليات المرض التي تؤدي إلى التهاب البنكرياس المزمن أو تساهم في تطوره.
  4. ابتكار وتطوير واختبار الجيل القادم من العلاجات الموجهة إلى مسارات جزيئية محددة.

 

أعمل مع باحثين على كل من هذه الجوانب. ونحن محظوظون بأن منظمة Mission: Cure تدعمنا. وسيتم إطلاق نموذج التمويل المبتكر الخاص بها الذي سيساهم في هذه الإنجازات المبكرة ويحركنا بسرعة أكبر نحو الهدف الذي نتشاركه جميعًا: تقديم علاجات فعالة ونتائج أفضل لمرضى التهاب البنكرياس المزمن.

اشترك الآن لتلقي آخر التحديثات من Mission: Cure مباشرة إلى بريدك الالكتروني، وتعرف أكثر على جهودنا لإنهاء التهاب البنكرياس الحاد المتكرر والمزمن.

 

Scroll to Top

Before You Go

Get Updates in Your Inbox

Stay up-to-date on the latest Mission: Cure news and developments in pancreatitis care.







I am a...: